ما الذي يجب أن نعرفه وراء تصفية مراكز بقيمة 20 مليار دولار؟

عندما تظهر قسوة الرافعة المالية بلا شك، يجب على كل مشارك أن يتذكر: إدارة المخاطر دائمًا أهم من السعي وراء الأرباح.

‍المصدر: cryptoslate

الترجمة: فارس البلوكشين

في 10 أكتوبر 2025، شهد سوق العملات المشفرة عاصفة ملحمية من إزالة الرافعة المالية.

عندما اضطر المتداولون المتفائلون إلى مواجهة قوانين السوق الصارمة، تم تصفية مراكز رافعة مالية تزيد قيمتها عن 20 مليارات دولار خلال ساعة واحدة، وانخفض سعر bitcoin بنسبة 15% في يوم واحد، وجفت سيولة العملات البديلة تقريبًا، حتى أن اللاعبين المخضرمين وجدوا أنفسهم عاجزين أمام هذا المشهد الدموي.

وقد أشعلت هذه المذبحة عدة عوامل سلبية على المستوى الكلي: تصاعد التوترات التجارية أدى إلى بيع ذعري للأصول عالية المخاطر.

انخفض bitcoin بنسبة 13% خلال ساعة واحدة، وكانت الانزلاقات السعرية للعملات البديلة أكثر قسوة. على منصات التداول التي تفتقر للسيولة، اقتربت بعض الرموز مثل ATOM من الصفر، ورغم تعافيها جزئيًا لاحقًا، إلا أن السوق تعرض لضربة قاسية.

بلغ إجمالي التصفية على المنصات المركزية واللامركزية أكثر من 20 مليارات دولار، مسجلاً أكبر رقم قياسي لتصفية المراكز في يوم واحد في تاريخ العملات المشفرة.

لم يكن هذا هبوطًا تدريجيًا — فقد تبخرت مشاعر التفاؤل المتراكمة والعقود المفتوحة المرتفعة خلال أسابيع في ليلة واحدة، واختفت مراكز بقيمة 65 مليارات دولار من النظام، ليعود السوق إلى مستواه قبل عدة أشهر.

يبدو الأمر ظاهريًا كـ"هزيمة للمستثمرين الأفراد"، لكن Scott Melker من The Wolf of Wall Street وعدة محللين أشاروا إلى الحقيقة: "المتضررون ليسوا المستثمرين الأفراد، بل المتداولون الأصليون في العملات المشفرة الذين يستخدمون الرافعة المالية في المنصات اللامركزية، إنها عملية تصفية للرافعة المالية لأكثر المتمسكين بالسوق."

وتؤكد البيانات ذلك: الأموال الجديدة في السوق تركزت بشكل أساسي على ETF الفورية أو الأصول الرئيسية، متجنبة تأثير آليات الرافعة المالية في DeFi. أما المتضررون الحقيقيون فهم اللاعبون في العقود الدائمة ذات الرافعة المالية العالية، ومعظمهم من قدامى السوق وليسوا مبتدئين.

وفقًا لمراجعة مدير صندوق Bitwise، Jonathan، يكمن أصل المشكلة في عيوب هيكلية في السوق، فالعقود الدائمة هي لعبة محصلتها صفر، وعندما ينهار الطرف الخاسر ولا يستطيع السداد، تظهر مخاطر نظامية.

أدى ارتفاع التقلبات إلى انسحاب مزودي السيولة، وضعف دفاتر أوامر العملات البديلة تسبب في انهيار الأسعار، وحتى آليات التصفية التلقائية أضرت أحيانًا بالمراكز الرابحة.

بينما استفادت منصات مثل Hyperliquid من مجمعات السيولة على السلسلة لتحقيق أرباح عكسية، حيث استغلت التصفية القسرية لشراء الأصول بأسعار منخفضة. ومع إغلاق السوق، تعرضت حتى الاستراتيجيات المحايدة للسوق لهجمات بسبب تأخير العمليات ومشاكل تصفية الضمانات.

كانت منصات التداول المركزية، خاصة تلك التي تتعامل مع الرموز طويلة الذيل، الأكثر تضررًا، بينما أظهرت DeFi مرونة بفضل معايير الضمان الصارمة وآليات التسعير المبرمجة.

فعلى سبيل المثال، تتطلب بروتوكولات مثل Aave ضمانات عالية الجودة، لتجنب دوامة الموت الناتجة عن فقدان ربط العملات المستقرة. لكن لا تزال هناك نقاط ضعف: فقد انخفض سعر USDe في بعض المنصات إلى 0.65 دولار، ما أدى إلى تبخر مراكز الضمان ذات الصلة على الفور.

خلقت فروقات الأسعار بين المنصات والتي وصلت إلى 300 دولار فرصًا للمراجحة، لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو: مع تبخر 20 مليارات دولار، ظلت طلبات الشراء الفورية مستقرة.

ارتدت الأسعار من القيم المتطرفة، وتمت تصفية الرافعة المالية الزائدة قسرًا من السوق. وكما قال Jonathan، فإن مفتاح البقاء لا يكمن فقط في تحديد الاتجاه، بل في القدرة التشغيلية وفن إدارة السيولة.

علق الرئيس التنفيذي لشركة Bitwise، Hunter Horsley، على ذلك قائلاً: "أكبر انخفاض يومي في تاريخ bitcoin بنسبة 15% فقط، يظهر قوته الداخلية، هذا القطار لا يمكن إيقافه."

إن الارتباط المتزايد بين العملات المشفرة والبيئة الكلية يعني أن مثل هذه عمليات إزالة الرافعة المالية هي آلية تنظيم سوق لا مفر منها، وألم ضروري لإعادة تشكيل النظام البيئي الصحي.

عندما تظهر قسوة الرافعة المالية بلا شك، يجب على كل مشارك أن يتذكر: إدارة المخاطر دائمًا أهم من السعي وراء الأرباح.