رسّخت سولانا مكانتها كإحدى أكثر شبكات البلوكتشين نشاطًا وديناميكية، وفقًا لتقرير حديث صادر عن شركة “غرايسكيل ريسيرش”. فقد تصدّرت منصة العقود الذكية هذا القطاع من حيث عدد المستخدمين، وحجم المعاملات، والرسوم المحققة، وهي ثلاثة من أهم المؤشرات الدالة على الطلب الحقيقي على الشبكة.
وبقيمة سوقية تتجاوز 100 مليار دولار، تُصنَّف عملة سولانا الأصلية (SOL) خامسَ أكبر أصل رقمي من حيث القيمة (باستثناء العملات المستقرة)، وثالثَ أكثر الأصول سيولة من حيث حجم التداول اليومي. وعلى الرغم من تاريخها المتقلّب، لا سيما بعد تداعيات انهيار منصة FTX، فقد كانت SOL من بين الأصول الأفضل أداءً في السوق، إذ كافأت حامليها بعوائد رهان سنوية تقارب 7%.
وتكمن قوة سولانا في عمق منظومتها وتنوع نشاطها على الشبكة. فهي تستضيف أكثر من 500 تطبيق لامركزي في مجالات متعددة تشمل التمويل، والمنصات الاجتماعية، والألعاب، والبنية التحتية. ومن بين أبرز بروتوكولات التمويل اللامركزي في النظام البيئي Raydium وJupiter، اللذان ساهما معًا في تحقيق أكثر من 1.2 تريليون دولار من حجم التداول خلال هذا العام، وهو رقم يعكس الحيوية التشغيلية للشبكة.
كما تُولّد منظومة سولانا رسومًا شهرية تتجاوز 425 مليون دولار، أي ما يعادل أكثر من 5 مليارات دولار سنويًا، رغم التقلّبات الدورية في هذه الإيرادات. وإلى جانب قطاع التمويل، تُبرز مشاريع مثل Pump.fun وHelium التوسع الواضح لسولانا في التطبيقات الموجّهة للبنية التحتية المادية والمستهلكين على حدّ سواء، ما يعزز مكانتها كشبكة متعددة الاستخدامات.
أما من حيث تجربة المستخدم، فقد نجحت سولانا في تقديم واحدة من أكثر التجارب سلاسة في عالم العملات الرقمية. فبفضل سرعة المعاملات وانخفاض تكلفتها، تُزيل بنيتها التقنية الكثير من التعقيدات الموجودة في الشبكات متعددة الطبقات مثل الإيثيريوم، مما يجعلها خيارًا مفضلاً للمستخدمين والمطورين على حد سواء.
وعلى صعيد التطوير، تُعد منظومة سولانا الثانية من حيث عدد المطورين بعد الإيثيريوم، إذ تضم أكثر من 1000 مساهم بدوام كامل. ووفقًا لتقرير “غرايسكيل”، فقد تطورت سولانا لتصبح “سوقًا ماليًا مفتوحًا للأصول الرقمية”، تُشكّل فيه شبكة بلا أذونات تجمع ملايين المستخدمين والمطورين الذين يساهمون معًا في صياغة المرحلة المقبلة من ابتكارات شبكات البلوكتشين.
