خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، لكن تحذير باول يدفع سوق العملات الرقمية إلى الانخفاض

أدى تصريح رئيس الاحتياطي الفيدرالي Jerome Powell بأن خفض سعر الفائدة في ديسمبر "بعيد" عن أن يكون مؤكدًا إلى إثارة الأسواق المالية. ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى أعلى مستوى له منذ أغسطس. في الوقت نفسه، تكبدت العملات الرقمية الرئيسية خسائر رغم أحدث خفض للفائدة من الاحتياطي الفيدرالي.

يصف المحللون هذا التفاعل بأنه "خفض متشدد"، مما يشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي يهدف إلى تهدئة التوقعات بشأن المزيد من التيسير النقدي. وتبرز التحركات المختلفة عبر فئات الأصول حالة عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية مع نهاية أكتوبر 2025.

فهم ظاهرة خفض الفائدة المتشدد من الاحتياطي الفيدرالي

في 29 أكتوبر، خفض البنك المركزي سعر الفائدة القياسي بمقدار 25 نقطة أساس. علاوة على ذلك، كشف الاحتياطي الفيدرالي أنه سينهي سياسة التشديد الكمي (QT) في 1 ديسمبر، وهو مؤشر صعودي كبير لأسواق العملات الرقمية.

على الرغم من ذلك، تدهورت معنويات المستثمرين بدلاً من أن تتحسن. ووفقًا لأحدث البيانات من سوق العملات الرقمية، انخفض السوق بنسبة 2% خلال الـ24 ساعة الماضية، وجميع العملات العشرين الكبرى في المنطقة الحمراء. انخفض سعر Bitcoin (BTC) إلى ما دون مستوى 110,000 دولار، كما فقد Ethereum (ETH) مستوى 4,000 دولار.

“تُظهر المقاييس على السلسلة ضعف الطلب المؤسسي. الفجوة السعرية في Coinbase Premium Gap — التي تتبع الفرق السعري بين Coinbase وباقي المنصات — أصبحت سلبية مرة أخرى، مما يشير إلى تراجع نشاط الشراء الأمريكي. تاريخيًا، غالبًا ما يسبق انخفاض الفجوة التصحيح قصير الأجل. احتفل المتداولون الأفراد بالعناوين الاقتصادية، لكن اللاعبين الكبار ظلوا حذرين”، كما أشار أحد المحللين.

في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر DXY إلى 99.7 نقطة بالأمس، وهو أعلى مستوى له منذ أغسطس 2025. ويلاحظ المحللون الفنيون أن هذا قد يكون نقطة تحول، حيث يظهر الدولار تحولًا محتملًا من الاتجاه الهبوطي إلى الصعودي.

هل يحاول $DXY الانعكاس بنموذج القاع المزدوج؟ #FX pic.twitter.com/PD7N1SQcgq

— Aksel Kibar, CMT (@TechCharts) 30 أكتوبر 2025

عادةً ما يتوقع المستثمرون أن تدعم أسعار الفائدة المنخفضة الأصول ذات المخاطر الأعلى. ومع ذلك، هذه المرة، أدى قوة الدولار إلى تجديد الضغط على أسواق العملات الرقمية. وتعمق الاتجاهات المتعارضة المخاوف بشأن بيئة السوق الحالية.

يكمن سبب هذا التحول في الرسالة المصاحبة. فقد خففت تصريحات Powell من الآمال في المزيد من التيسير الفوري. ووفقًا لبيان رسمي، شدد على أن خفضًا آخر في ديسمبر غير مؤكد.

“كانت هناك آراء مختلفة بقوة حول كيفية المضي قدمًا في ديسمبر. خفض إضافي في سعر الفائدة في اجتماع ديسمبر ليس أمرًا محسومًا، بل بعيد عن ذلك”، قال.

استجابت احتمالات السوق بسرعة لنبرة الاحتياطي الفيدرالي. ووفقًا لأداة CME FedWatch، انخفضت احتمالية خفض الفائدة في ديسمبر من أكثر من 90% إلى 70.8%.

توقعات خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر. المصدر:

وفقًا لأحد المحللين، فإن هذا النهج هو محاولة متعمدة لتوجيه معنويات السوق. تهدف هذه الاستراتيجية إلى إدارة توقعات التضخم والحفاظ على مرونة السياسة النقدية.

“خفض الفائدة المتشدد ليس تناقضًا، بل هو استراتيجية. يحدث عندما نرى خفضًا للفائدة مع تخفيف التوقعات بشأن المزيد من التيسير في المستقبل”، أوضح Milk Road Macro.

تحذيرات من الركود تظهر وسط تغييرات السياسة

في الوقت نفسه، يحذر العديد من المحللين من تصاعد التحديات الاقتصادية. ووفقًا لـThe Kobeissi Letter، يعيش حوالي 82% من سكان الولايات المتحدة الآن في مناطق تعاني من ركود — وهو أعلى مستوى مسجل منذ عام 2020.

“لقد تضاعفت النسبة منذ بداية 2025. خلال العشرين عامًا الماضية، فقط عامي 2008 و2020 شهدا مثل هذه الحصة الكبيرة من البلاد في حالة ركود. في الوقت نفسه، يقدر أحدث تقدير من Atlanta Fed لنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للولايات المتحدة في الربع الثالث من 2025 بـ +3.9%”، حسبما ورد في المنشور.

بالإضافة إلى ذلك، لاحظ محلل آخر أن البطالة طويلة الأجل ارتفعت إلى 25.7%. وأوضحت أن حوالي واحد من كل أربعة أفراد في الولايات المتحدة عاطل عن العمل لأكثر من 27 أسبوعًا.

“متى كانت آخر مرة تجاوز فيها هذا الرقم 25%؟ عام 2009. بعد عام كامل من الركود. نعم، ذلك الركود. هل هذا واضح بما فيه الكفاية حول سبب عدم تصديقي لمعدل البطالة البالغ 4.35%؟” صرحت Amanda Goodall.

وهكذا، يبدو أن الرسائل الحذرة من الاحتياطي الفيدرالي تهدف إلى تحقيق توازن بين دعم النمو وخفض تكاليف الاقتراض، مع العمل أيضًا على منع الفقاعات أو ارتفاع توقعات التضخم إذا تحقق الركود.

لا يزال المتداولون حذرين، في انتظار بيانات جديدة وخطوات الاحتياطي الفيدرالي التالية مع اقتراب اجتماع ديسمبر. وستعتمد النتيجة على اتجاهات النمو والتضخم والتوظيف في الأسابيع المقبلة. في النهاية، ومع استيعاب الأسواق لاستراتيجية الاحتياطي الفيدرالي، من المرجح أن يستمر التوتر بين التحركات السياسية والرسائل في دفع التقلبات.