هل توقف Strategy عن "الشراء الجنوني" هو سبب انخفاض البيتكوين هذه المرة؟

العنوان الأصلي: لماذا توقف أكبر المشترين للبيتكوين فجأة عن التراكم؟
المؤلف الأصلي: Oluwapelumi Adejumo، Crypto Slate
ترجمة: Luffy، Foresight News

خلال معظم عام 2025، بدا أن مستوى الدعم للبيتكوين يصعب زعزعته، وذلك بسبب التحالف غير المتوقع بين خزائن الأصول الرقمية للشركات (DAT) وصناديق الاستثمار المتداولة (ETF)، حيث شكلا معًا قاعدة دعم قوية.

قامت الشركات بشراء البيتكوين من خلال إصدار الأسهم والسندات القابلة للتحويل، بينما استوعبت تدفقات صناديق ETF بهدوء العرض الجديد. معًا، بنوا قاعدة طلب قوية ساعدت البيتكوين على مقاومة ضغوط تشديد البيئة المالية.

اليوم، بدأت هذه القاعدة تتزعزع.

في 3 نوفمبر، نشر Charles Edwards، مؤسس Capriole Investments، منشورًا على منصة X أشار فيه إلى أن توقعاته الصعودية قد ضعفت مع تباطؤ وتيرة شراء المؤسسات.

وأشار قائلاً: "لأول مرة منذ 7 أشهر، انخفض صافي مشتريات المؤسسات إلى ما دون كمية البيتكوين التي يتم تعدينها يوميًا، وهذا أمر غير جيد."

حجم شراء المؤسسات للبيتكوين، المصدر: Capriole Investments

قال Edwards إنه حتى لو تفوقت أصول أخرى على البيتكوين في الأداء، فإن هذا المؤشر ظل سببًا رئيسيًا في تفاؤله.

لكن في الوقت الحالي، هناك حوالي 188 شركة خزينة تمتلك مراكز كبيرة في البيتكوين، والعديد من هذه الشركات لديها نماذج أعمال بسيطة بخلاف تعرضها للبيتكوين.

تباطؤ تراكم خزائن البيتكوين

لا توجد شركة تمثل معاملات البيتكوين المؤسسية أكثر من شركة MicroStrategy، التي غيرت اسمها مؤخرًا إلى "Strategy".

هذه الشركة التي يقودها Michael Saylor تحولت من شركة برمجيات إلى شركة خزينة بيتكوين، وتمتلك حاليًا أكثر من 674,000 بيتكوين، مما يجعلها أكبر مالك مؤسسي منفرد في العالم.

ومع ذلك، فقد تباطأت وتيرة شرائها بشكل كبير في الأشهر الأخيرة.

في الربع الثالث، أضافت Strategy حوالي 43,000 بيتكوين فقط، وهو أقل حجم شراء ربع سنوي هذا العام. وبالنظر إلى أن بعض مشترياتها خلال هذه الفترة انخفضت إلى بضع مئات فقط من البيتكوين، فإن هذا الرقم ليس مفاجئًا.

شرح المحلل في CryptoQuant، J.A. Maarturn، أن تباطؤ التراكم قد يكون مرتبطًا بانخفاض صافي قيمة أصول Strategy (NAV).

وأشار إلى أن المستثمرين كانوا يدفعون "علاوة NAV" مرتفعة مقابل كل دولار من البيتكوين في ميزانية Strategy، وهو في الواقع تعريض المساهمين للرافعة المالية للاستفادة من ارتفاع سعر البيتكوين. لكن منذ منتصف العام، تقلصت هذه العلاوة بشكل كبير.

ومع تراجع ميزة التقييم، لم يعد إصدار أسهم جديدة لشراء البيتكوين يحقق قيمة مضافة كبيرة، وبالتالي تراجعت دوافع الشركات لتمويل المزيد من التراكم.

أوضح Maarturn: "أصبح التمويل أكثر صعوبة، وانخفضت علاوة إصدار الأسهم من 208% إلى 4%."

علاوة سهم Strategy، المصدر: CryptoQuant

في الوقت نفسه، لم يقتصر اتجاه التباطؤ في التراكم على Strategy فقط.

اتبعت شركة Metaplanet المدرجة في طوكيو نموذج هذه الشركة الأمريكية الرائدة، لكن بعد انخفاض سعر سهمها بشكل حاد، أصبح سعر تداولها مؤخرًا أقل من القيمة السوقية للبيتكوين التي تمتلكها.

استجابة لذلك، وافقت الشركة على خطة لإعادة شراء الأسهم، وأطلقت أيضًا إرشادات تمويل جديدة لتوسيع خزينة البيتكوين. هذا يدل على ثقة الشركة في ميزانيتها العمومية، لكنه يبرز أيضًا تراجع حماس المستثمرين تجاه نموذج الأعمال "خزينة العملات المشفرة".

في الواقع، أدى تباطؤ تراكم خزائن البيتكوين إلى اندماج بعض الشركات.

في الشهر الماضي، أعلنت شركة إدارة الأصول Strive عن استحواذها على شركة Semler Scientific، وهي شركة خزينة بيتكوين أصغر حجمًا. بعد الاندماج، ستمتلك هذه الشركات ما يقرب من 11,000 بيتكوين.

تعكس هذه الحالات قيودًا هيكلية وليست تراجعًا في القناعة. فعندما لا يعود إصدار الأسهم أو السندات القابلة للتحويل يحقق علاوة في السوق، يجف تدفق الأموال، ويتباطأ تراكم الشركات تلقائيًا.

كيف هي تدفقات صناديق ETF؟

لطالما اعتُبرت صناديق ETF الفورية للبيتكوين "مستوعبًا تلقائيًا للعرض الجديد"، لكنها أظهرت مؤخرًا علامات ضعف مماثلة.

خلال معظم عام 2025، هيمنت هذه الأدوات الاستثمارية المالية على صافي الطلب، حيث تجاوزت طلبات الشراء عمليات الاسترداد باستمرار، خاصة عندما ارتفع البيتكوين إلى مستويات تاريخية.

لكن بحلول أواخر أكتوبر، أصبحت تدفقاتها غير مستقرة. وبسبب تغير التوقعات بشأن أسعار الفائدة، قام مديرو المحافظ بتعديل مراكزهم، وقلصت أقسام المخاطر تعرضها، وتحولت بعض التدفقات الأسبوعية إلى سلبية. تشير هذه التقلبات إلى دخول صناديق ETF للبيتكوين مرحلة سلوكية جديدة.

لقد أصبحت البيئة الكلية أكثر تشددًا، وتلاشت الآمال في خفض سريع للفائدة، وهدأت ظروف السيولة. ومع ذلك، لا يزال الطلب على التعرض للبيتكوين قويًا، لكنه تحول من "تدفقات ثابتة" إلى "تدفقات نبضية".

تعكس بيانات SoSoValue هذا التحول بوضوح. في أول أسبوعين من أكتوبر، جذبت منتجات الاستثمار في الأصول المشفرة ما يقرب من 6 مليارات دولار من التدفقات الداخلة؛ لكن بحلول نهاية الشهر، ومع ارتفاع عمليات الاسترداد إلى أكثر من 2 مليار دولار، تم محو جزء من هذه التدفقات.

تدفقات صناديق ETF الأسبوعية للبيتكوين، المصدر: SoSoValue

تشير هذه النمطية إلى أن صناديق ETF للبيتكوين أصبحت الآن سوقًا حقيقية ذات اتجاهين. لا تزال توفر سيولة عميقة وقنوات وصول مؤسسية، لكنها لم تعد أداة تراكم أحادية الاتجاه.

عندما تتقلب الإشارات الكلية، قد يكون خروج مستثمري ETF بنفس سرعة دخولهم.

تأثير ذلك على سوق البيتكوين

هذا التحول لا يعني بالضرورة أن البيتكوين سيشهد انخفاضًا، لكنه يشير بالتأكيد إلى زيادة التقلبات. مع تراجع قدرة الشركات وصناديق ETF على الاستيعاب، سيصبح سعر البيتكوين أكثر تأثرًا بالمتداولين على المدى القصير والمشاعر الكلية.

يعتقد Edwards أنه في ظل هذه الظروف، قد تشعل محفزات جديدة—مثل التيسير النقدي، أو وضوح تنظيمي، أو عودة شهية المخاطرة في سوق الأسهم—موجة شراء مؤسسية جديدة.

لكن في الوقت الحالي، أصبح المشترون الهامشيون أكثر حذرًا، مما يجعل اكتشاف الأسعار أكثر حساسية لدورات السيولة العالمية.

يظهر التأثير بشكل رئيسي في جانبين:

أولاً، تراجع الطلب الهيكلي الذي كان يمثل مستوى دعم. في فترات ضعف الاستيعاب، قد تزداد التقلبات اليومية بسبب نقص المشترين المستقرين القادرين على كبح التقلبات. أدى النصف في أبريل 2024 إلى تقليل العرض الجديد من الناحية الميكانيكية، لكن بدون طلب مستمر، لا يمكن للافتقار وحده ضمان ارتفاع الأسعار.

ثانيًا، تتغير خصائص ارتباط البيتكوين. مع تباطؤ تراكم الميزانيات العمومية، قد يعود الأصل إلى التذبذب مع دورة السيولة العامة. قد تشكل فترات ارتفاع أسعار الفائدة الحقيقية وقوة الدولار ضغطًا على الأسعار، بينما قد تعيد بيئة التيسير له مكانته القيادية في موجات المخاطرة.

في جوهره، يدخل البيتكوين مرحلة انعكاس كلية جديدة، حيث يصبح أداؤه أقرب إلى الأصول عالية المخاطر ذات بيتا مرتفع، وليس الذهب الرقمي.

في الوقت نفسه، لا ينفي كل هذا السرد الطويل الأمد للبيتكوين كأصل نادر وقابل للبرمجة. بل يعكس التأثير المتزايد للديناميكيات المؤسسية—تلك المؤسسات التي جعلت البيتكوين في السابق محصنًا من تقلبات التجزئة، هي الآن نفس الآليات التي تربطه بشكل أوثق بأسواق رأس المال.

ستختبر الأشهر المقبلة ما إذا كان البيتكوين قادرًا على الحفاظ على خاصية تخزين القيمة في غياب التدفقات التلقائية من الشركات وصناديق ETF.

إذا نظرنا إلى التاريخ، غالبًا ما يتمتع البيتكوين بالقدرة على التكيف. عندما يتباطأ أحد قنوات الطلب، تظهر قناة أخرى—قد تأتي من الاحتياطيات الوطنية، أو تكامل التكنولوجيا المالية، أو عودة المستثمرين الأفراد خلال دورات التيسير الكلي.

 

رابط المقال الأصلي