شهدت صناديق تداول بيتكوين وإيثيريوم الفورية في الولايات المتحدة تدفقات خارجة صافية بلغت 797 مليون دولار أميركي يوم الثلاثاء، حيث أعاد المستثمرون المؤسسيون توزيع استثماراتهم خلال فترة الانهيار الاقتصادي.
وبحسب بيانات SoSoValue، سجلت صناديق تداول بيتكوين الفورية تدفقات خارجة صافية بقيمة 577.74 مليون دولار أميركي، في أكبر وتيرة سحب يومية منذ 1 أغسطس. وكان صندوق FBTC التابع لشركة Fidelity الأكثر تضررًا بخروج 356.6 مليون دولار، تلاه صندوق ARKB التابع لـArk و21Shares بتدفقات خارجة بلغت 128 مليون دولار، بينما خرج 48.9 مليون دولار من صندوق GBTC التابع لشركة Grayscale.
وفي المجمل، أبلغت سبعة صناديق بيتكوين عن تدفقات سلبية، ممتدةً بذلك سلسلة الخروج لخمسة أيام متتالية بقيمة إجمالية بلغت 1.9 مليار دولار أميركي.
وفي السياق نفسه، سجلت صناديق تداول إيثبريوم الفورية تدفقات خارجة بلغت 219.37 مليون دولار يوم أمس، بقيادة 111 مليون دولار من صندوق إيثريوم التابع لـBlackRock. كما سجلت صناديق Grayscale وFidelity تدفقات سلبية. وعلى الجانب الآخر، شهدت صناديق سولانا تدفقات داخلية صافية بلغت 14.83 مليون دولار، وهو أدنى مستوى يومي منذ إطلاقها الأسبوع الماضي.
وفي تعليق على هذه التطورات، قالت محللة الأصول الرقمية في BTC Markets، “راشيل لوكاس”: “يمثل اليوم الخامس على التوالي من التدفقات الخارجية تحولًا حاسمًا في مراكز المؤسسات. هذا ليس مجرد توقف مؤقت؛ بل هو إعادة تقييم حقيقية للمخاطر”.
وأوضحت لوكاس أن موجة البيع المؤسسي تأتي كخطوة تكتيكية لإدارة المخاطر وسط ضبابية اقتصادية متزايدة.
وعلى الصعيد الكلي، أثرت الرسالة المتشددة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول الشهر الماضي، والتي أضعفت التوقعات بخفض الفائدة في ديسمبر، على الأسواق، ودعمت ارتفاع مؤشر الدولار الأميركي (DXY) فوق مستوى 100، وهو ما ضغط على الأصول عالية المخاطر، بما فيها العملات الرقمية.
وقالت لوكاس: “تشهد الأصول الخطرة إعادة تسعير، والعملات الرقمية المرتبطة بالتكنولوجيا تواجه ضغطًا إضافيًا. وإذا تراجعت تقييمات قطاع الذكاء الاصطناعي، فقد يمتد هذا التأثير إلى العملات الرقمية عبر ارتباطها بمؤشر ناسداك”.
في هذا السياق، تراجع مؤشر الخوف والجشع للعملات الرقمية إلى 21 يوم الثلاثاء من 42 في اليوم السابق، ليدخل منطقة “الخوف الشديد”. وصرّح ديريك ليم، كبير الباحثين في Kaladan، بأن هذا الوضع يعكس توترًا متزايدًا مدفوعًا بخروج رؤوس الأموال من صناديق الاستثمار المتداولة، إضافةً إلى المخاوف المرتبطة بإغلاق الحكومة الأميركية.
ومع ذلك، شدد ليم على أن الهيكل الصعودي للسوق ما يزال قائمًا رغم الضغوط الحالية، قائلًا: “قد يكون تأجيل خفض الفائدة سلبيًا على المدى القصير، لكن الظروف الكلية لم تتغير جذريًا. نحن نقترب من نهاية دورة التشديد النقدي، وتخفيضات الفائدة قادمة عاجلًا أم آجلًا”.
وأضاف أن تراجع البيتكوين بنسبة 21.5% من 125,000 دولار إلى 99,000 دولار يبقى محدودًا مقارنة بانخفاض بنسبة 31% خلال الربع الأول من العام الماضي وسط مخاوف يوم التحرير.
واختتمت لوكاس بالقول: “إذا استمرت التدفقات الخارجة، نتوقع المزيد من الضغط على الأسعار، وتراجع السيولة، وارتفاع التقلبات. إعادة التراكم ستتطلب تحوّلًا في البيئة الاقتصادية أو سردية جديدة، مثل خفض الفائدة، أو ضعف الدولار، أو عودة الاهتمام بتمثيل الأصول الحقيقية رقمياً”.
